كيف تعظّم استفادتك من جلسات الكوتشينج؟
دليل شامل للمستفيدين (Coachees)
الكوتشينج الفعّال هو شراكة قائمة على التعاون بين الكوتش والمستفيد. ولكي تحقّق أقصى استفادة من هذه التجربة، لا يكفي الحضور فقط، بل عليك أن تتهيأ لها ذهنيًا، وتتفاعل بصدق، وتطبق ما تتعلمه في حياتك الواقعية.
فيما يلي مجموعة من النصائح العملية – مستندة إلى توصيات خبراء الكوتشينج – لمساعدتك على الاستعداد قبل الجلسة، وتبني العقلية الصحيحة، والتفاعل داخل الجلسة، ومتابعة التنفيذ بعدها، وتجنّب الأخطاء الشائعة.
أولًا: كيف تستعد قبل الجلسة؟
• حدّد أهدافك مسبقًا: فكّر في ما تريد تحقيقه على المدى الطويل، وأيضًا في الجلسة القادمة تحديدًا. وجود أهداف واضحة ومتّفق عليها يساعدك وكوتشك على توجيه الحوار وتحقيق نتائج ملموسة.
• راجع ما تمّ سابقًا: اقرأ ملاحظاتك أو المهام التي اتفقت عليها في الجلسة الماضية، وجهّز أي مستندات أو بيانات تدعم النقاش القادم.
• اختر مكانًا مناسبًا: اجعل جلستك في مكان هادئ ومريح، بعيدًا عن المشتتات. أغلق الهاتف والإشعارات، واختر توقيتًا تكون فيه بكامل تركيزك وغير مستعجل.
• تهيّأ ذهنيًا: قبل بدء الجلسة، اسأل نفسك: "لماذا أخوض هذه التجربة؟ وما الذي أتوقعه منها؟" الدخول بعقلية واضحة يعزز فعالية الجلسة ويمنحك شعورًا بالتمكين.
ثانيًا: تبنَّ عقلية تدعم التطور
• كن منفتحًا على التعلّم: تعامل مع التحديات كفرص، وكن مستعدًا لاستكشاف أفكار جديدة، فالعقلية النامية هي أساس التطوّر.
• تحمّل المسؤولية: الكوتش ليس مسؤولًا عن تطويرك؛ بل أنت من يقود الرحلة. نفّذ المهام المتفق عليها وكن ملتزمًا بالوقت والجهد.
• تعاون واطرح الأسئلة: الكوتشينج علاقة متبادلة. لا تتردد في طرح الاستفسارات أو التعبير عن عدم الفهم أو الرغبة في توضيح أي فكرة. الفضول الصادق يقود إلى وعي أعمق.
ثالثًا: عادات تواصلك أثناء الجلسة
• كن صريحًا: شارك أفكارك ومشاعرك بصدق. الشفافية تبني الثقة وتمكّن الكوتش من مساعدتك بفاعلية.
• أنصت وتفاعل: استمع بانتباه، خذ وقتك في التفكير قبل الرد، وعبّر عن فهمك من خلال التفاعل البصري أو تلخيص ما سمعت.
• ابتعد عن المشتتات: لا تتصفح هاتفك أو بريدك أثناء الجلسة. اعتبر هذا الوقت مقدّسًا ومخصّصًا لنموك الشخصي.
• أظهر تفاعلك بلغة الجسد: الإيماء، الابتسامة، أو الميل إلى الأمام – كلها إشارات إيجابية تعزّز الحوار وتشجع الكوتش على التفاعل معك بمرونة.
رابعًا: بعد الجلسة – خطوات المتابعة والتطبيق
• سجّل الأفكار فورًا: بعد انتهاء الجلسة، دوّن النقاط المهمة والاكتشافات الجديدة، إلى جانب الخطوات التي تنوي تنفيذها لاحقًا.
• خصّص وقتًا للتأمل: اسأل نفسك: "ما الذي تعلّمته؟ ما الذي أكتشفه عن ذاتي؟" وتذكّر أن تدوين الانطباعات يساعد على ترسيخ المعرفة.
• نفّذ الإجراءات المتفق عليها: لا تؤجل تطبيق ما ناقشته مع كوتشك. حتى أبسط الخطوات تحدث فارقًا حين تلتزم بها.
• استمر بجلسات منتظمة: حافظ على تواتر جلساتك (كل أسبوعين أو أربعة أسابيع مثلًا) لضمان الاستمرارية والتقدّم المرحلي.
• أبلغ كوتشك بما يحدث بين الجلسات: رسالة قصيرة لإخباره بتقدمك أو التحديات التي تواجهك تساهم في تحسين الجلسات القادمة.
• استفد من الموارد الإضافية: إن أوصى كوتشك بكتاب أو مقال أو تمرين، لا تتجاهله. هذه الموارد قد تكون مفتاحًا لفهم أعمق أو خطوة إضافية نحو تحقيق هدفك.
خامسًا: أخطاء شائعة يجب تجنبها
• الدخول إلى الجلسة دون تحضير مسبق.
• تشتيت الانتباه بالهاتف أو المهام الأخرى أثناء الجلسة.
• التحفّظ أو الدفاعية بدلًا من الصراحة والانفتاح.
• إهمال تنفيذ الخطوات المتفق عليها أو تأجيلها باستمرار.
• كثرة إلغاء الجلسات أو إعادة جدولتها بدون سبب ضروري.
• التوقّع لحلول فورية دون التزام بالعملية.
• عدم تدوين الأفكار أو مراجعة ما تم مناقشته.
خلاصة:
النجاح في الكوتشينج لا يأتي من الجلسة وحدها، بل من التفاعل الكامل معها – قبلها، وأثناءها، وبعدها. كلما كنت حاضرًا، منفتحًا، ومتحمّلًا للمسؤولية، كلما كانت رحلة الكوتشينج أكثر عمقًا وفاعلية.
ابدأ من اليوم بتطبيق هذه التوجيهات لتجعل من كل جلسة فرصة حقيقية للنمو والتغيير الإيجابي.
المصادر:
تم جمع هذه النصائح من نخبة من خبراء الكوتشينج ومؤسسات معترف بها في هذا المجال. وتشمل التوصيات ممارسات معتمدة مثل أهمية تحديد الأهداف قبل الجلسة، الحفاظ على الصراحة والصدق أثناءها، وتوثيق الخطوات العملية بعدها مباشرة.
وقد استندت هذه التوجيهات إلى مصادر موثوقة من بينها الاتحاد الدولي للكوتشينج (ICF) وتجارب مهنية لمدربين معتمدين في مختلف أنحاء العالم. ..